جهات

إقليم تارودانت: السعيد الماسي رئيس جماعة احمر الكلالشة.. نموذج للشاب السياسي الطموح

منبرالجهات ـ بقلم: الضاوية دنان

ذ

في غمرة وضعنا السياسي المزري، وبشاعة الأحداث التي ما فتئت تلوح بين الفينة والأخرى من انزلاقات وخرجات غير محسوبة العواقب قد توصف بالصبيانية، روادها من أوكل إليهم تسيير الشأن السياسي، إلى حد احتقار منسوب الفكر الشعبي، حتى لا نقول استحماره، ذلك أن الحمار أذكى من بعض هؤلاء المتشدقين بمصلحة المواطن، ولا يصلون إلى ما وصل إليه من كد وجهد، على الأقل هو يحلل لقمته.. الشيء الذي أفقد العمل السياسي بريقه، وأضحى من الصعب إقناع المواطن ” الشباب على وجه الخصوص” واسترداد ثقته للمشاركة في العمل السياسي، ورسم خريطة سياسية تروم إعطاء المغرب مكانة متميزة ديموقراطيا..

أمام هذا الوضع، يصر نخبة من الشباب على نهج طريقا معاكسا لكل ما تحمله كلمة معاكس من معنى، والتصدي للبشاعة باستخراج الجمال من لب المأساة، من أجل انتشال ما تبقى من سياسة فقدت بريقها وتوهجها، وإعادتها إلى سكة العطاء التي أفنى العظماء المناضلين زهرة عمرهم في سبيل إرساء قواعد الديموقراطية.. فما بين الـتأسيس للعمل السياسي بالمغرب ويومنا هذا، ضاعت مجموعة من القيم والمبادئ على أيدي متطفلين شوهوا العمل السياسي واتخذوه مطية لتحقيق منافع شخصية ليس إلا..

السعيد الماسي، اسم قفز على الخريطة السياسية بإقليم تارودانت،  سليل أسرة ضاربة بجذورها في العمل السياسي، والده الحاج كبور الماسي، الرجل العصامي الذي يؤدي دوره السياسي بتلقائية وعفوية، ما أكسبه شهرة كبيرة وسط الساكنة، ولعلها الخصلة التي ورثها السعيد من والده، واستطاع بفضل وعيه ومثابرته أن يجسر الهوة بين الشباب بمنطقته وعالم السياسة ” البعبع” الذي أضحى يثير الخوف والشك في نفوسهم، وشيدوا دون السياسة حائطا عاليا يحجب ما يدور في فلكها..

المتتبع لتجربة السعيد الماسي، الذي تقلد عن طواعية ومسؤولية رئاسة المجلس الترابي لاحمر الكلالشة، بتزكية من الساكنة التي احتضنته عن رغبة وحب، لما لمسوه منه من تواصل دائم، وعفوية في التعامل، والمثابرة على تنفيذ أفكار وتصورات بالمحيط الذي يعيشه، لتعيش في عقله ووجدانه حتى تتجلى في أشكال وبرامج وتصورات، قد تجد قبولا لدى مكونات المجلس الجماعي، لكنه يصر على إشراك الساكنة في كل تصوراته ويرفض التنفيذ دون الرجوع إلى آراء الساكنة وملاحظاتهم، وهذا ما يؤكد عليه في جميع تدخلاته، أبرزها اللقاء التشاوري الذي طرح برنامج عمل الجماعة 2022/2027 ، حيث أبرز خلاله أن كل البرامج التي سيتم تنفيذها على مستوى تراب الجماعة لابد وأن تنال القبول والرضى من الساكنة أولا.. وهذا يدل دلالة ساطعة على أنه يؤمن بالاختلاف ويضع من ضمن أولوياته الرأي والرأي الآخر، وهي من الصفات الناذرة في المسؤولين الترابيين، الذين ما إن يستوطنوا الكراسي حتى يديروا ظهورهم لمن كانوا سببا لما هم فيه.. قمة الأخلاق والرزانة والإبداع، أليس هو من يردد في كل مناسبة ” أنا فلاح ابن فلاح” يعني أنه مبدع، ذلك أن الفلاحة تدبير ودراسة وإستراتيجية وإنتاجية وتسويق، وكل هذا يستوجب الإبداع والمثابرة والعقل الراجح، كما السياسية تماما.

المنشورات ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا مزيد من الأخبار.