جهات

مهن عيد الأضحى تتحدى انتشار كورونا وتنعش جيوب البسطاء

بدأت المهن الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى تؤثث المشهد العام على نحو يساير التخفيف الحاصل في التدابير الاحترازية لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتكفي جولة قصيرة بين أسواق الأحياء الشعبية للوقوف عند الاستعدادات للاحتفال بعيد الأضحى، ولاسيما ظهور هذه المهن “العرضية” التي تنتشر على نطاق واسع بهدف توفير العديد من المنتجات والخدمات الرئيسية ذات الصلة بهذه المناسبة الدينية.

في مدينة بيوكرى، وكما هو الحال في أغلب المدن المغربية، يبدأ الناس بالتوافد على سوق المواشي  الشهير لمشاهدة الأكباش المعروضة للبيع من أجل شراء واحد للأضحية أو القيام بالمساومة الاولية قبل الاستعداد لشراء واحد في الايام المقبلة.

تجارة الأكباش تعرف رواجا كبيرا عندما لا تبقى إلا أيام معدودة من يوم عيد الاضحى المبارك، ويرافق هذا الرواج التجاري العديد من المهن التي تستمر إلى حدود اليوم الاخير ما قبل يوم عيد الاضحى، وهذه المهن من أبرزها بيع “علف الماشية” وبيع “الفحم” ونقل الأضحيات من السوق إلى بيوت اصحابها.

سعيد شاب في العشرينيات من العمر، يضع كمية كبيرة مما يسميه بـعلف الماشية وهي أكوام من التبن وبعض الاعشاب التي تصلح كأكل للماشية يقول في حديث للجريدة بسوق بيوكرى ” كل سنة أقوم بهذه المهنة خلال الايام التي تسبق العيد، أجني من ورائها بعض الاموال التي أتعاون بها في تدبيري أموري”.

ويضيف سعيد ” أشتري التبن وأعيد بيعه هنا، فيما الاعشاب أقوم بقطعها من الغابات المجاورة لضواحي المدينة ، الاقبال عليها يكون كبيرا هذه الايام، خاصة أن الذين يشترون الأضحية قبل العيد بأيام يحتاجون لإطعام ماشيتهم”.

بأمتار قليلة من سعيد، يوجد شاب أخر يدعى ادريس يقف أمام بضعة أكياس مملوءة بالفحم، وقصته لا تختلف كثيرا عن الاول حيث قال ” بدوري عندما يقترب العيد أقوم باعداد الفحم في أماكن خاصة خارج المدينة ، وعندما يبقى أسبوع واحد فقط لعيد الاضحى أقوم بنقل الفحم لبيعه في سوق الماشية، وهذا كله من أجل الحصول على مورد مالي أساعد به أسرتي”.

أيضا إلى جانب المهنتين المؤقتين السابقتين، تنتشر عدة مهن أخرى مؤقتة قبيل العيد، كشحد السكاكين وبيع مستلزمات عيد الاضحى من عطور وأعشاب الطبخ وغيرها، بالاضافة إلى مهنة أخرى تعرف رواجا كبيرا في سوق الاضاحي وهي نقل الماشية من السوق إلى بيوت اصحابها.

محمد الثلاثيني من العمر، يمتلك سيارة من نوع “هوندا” يقف بالقرب من سوق بيوكرى  هذه الايام التي تسبق العيد حيث يقول في حديث  للجريدة: الطلب على نقل الماشية من السوق إلى بيوت اصحابها يكون كثيرا هذه الايام، إذ ما إن يشتري أحدهم خروفا حتى تجده يبحث عن وسيلة نقل”.

ويضيف محمد وهو يهم بنقل أحد الخرفان بعدما طلب منه صاحبه ذلك ” هذا الاقبال مرتبط بهذه الايام التي تسبق العيد فقط، الأمر الذي يجعلني أحاول الاستفادة منه من أجل ربح موارد مالية تساعدني في اقتناء أضحيتي بدوري”.

هي مهن مربحة لا شك في ذلك، إلا أنها مؤقتة ومرتبطة في الغالب بالاسبوع الذي يسبق عيد الاضحى، حيث يحاول أصحاب هذه المهن الحصول من خلالها على موارد مالية تساعدهم في تدبير أمورهم أو في اقتناء أضحية العيد التي أصبحت هما يؤرق العديد من الاسر.

المنشورات ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا مزيد من الأخبار.