مختلفات

تلاميذ مؤسسات تعليمية بالرباط يكتشفون المعالم التاريخية للمدينة

منبرالجهات ـ متابعة

استقبلت مآثر تاريخية بمدينة الرباط مصنفة ضمن التراث العالمي، اليوم الاثنين، تلاميذ الثانويات الإعدادية، وذلك في اطار فعاليات برنامج “أكتشف تراثي”، الذي تشرف عليه مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي للمدينة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومركز التراث العالمي.

وتسعى مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، من خلال تنظيم هذه الزيارة تعريف التلاميذ بهذه المعالم التاريخية، عبر إطلاق هذه الأنشطة الرامية إلى التربية والتحسيس بالتراث الثقافي للرباط، وذلك بالاعتماد على خبرات وتجارب مختلف شركائها.

وتتضمن فعاليات هذا البرنامج المنظم على هامش الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع وشهر التراث، زيارة يومية لأربع ثانويات اعدادية إلى غاية 29 أبريل الجاري، بما مجموعه 3720 تلميذا وتلميذة من 62 ثانوية إعدادية بالرباط وسلا وتمارة، سيكتشفون خلالها المواقع التراثية العالمية للمدينة من قبيل الأسوار والأبواب الموحدية وقصبة الأوداية والمدينة العتيقة والموقع الأثري شالة وحي الحبوس في ديور الجامع والمدينة الجديدة وحديقة التجارب النباتية بالرباط ومسجد حسان.

وفي هذا الصدد قال محمد الكرومبي محافظ المآثر التاريخية بوزارة الثقافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مبادرة التعريف بالرباط، ومؤسسيها ومكوناتها والأدوار التي كانت تضطلع بها المدينة، وعمليات الترميم التي تعرفها حاليا، تأتي في اطار التعاون بين مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي، ووزارة الثقافة، وذلك من أجل تعريف الأجيال المقبلة بتراث بلادهم المصنف كتراث عالمي من طرف اليونسكو .

وأوضح أن الأمر يتعلق بتراث انساني، يجب المحافظة عليه، وهو ما يتم الحرص عليه من طرف مجموعة من المتدخلين في مجال التراث، على رأسهم وزارة الثقافة، والسلطات العمومية، وجمعيات المجتمع المدني.

ولفت الكرومبي إلى أنه يتم أيضا الحرص على الحفاظ على التراث بالطريقة التقليدية التي شيد بها من قبل، وكذا اعطاؤه وظائف وأدوار جديدة، لكي يساهم في اقتصاد المملكة والتعريف بها.

من جهتها، سجلت منى بلبكري المكلفة بالأنشطة التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، في تصريح مماثل أن فعاليات هذا اليوم تشكل انطلاقة كبرى لبرنامج “أكتشف تراث مدينتي”، مضيفة أن الزيارات المؤطرة من طرف مهنيي التراث جاءت لتعريف التلاميذ وتحسيسهم بأهمية التراث الثقافي وكيفية المحافظة عليه.

وأبرزت أن الزيارات مسطرة على شكل أنشطة في عدة تربوية أنجزتها المؤسسة، وتم وضعها رهن إشارة الأساتذة والتلاميذ بالثانويات الإعدادية من أجل تحفيز مخيلة الشباب، مما سيمكنهم من اكتشاف وبناء تصورهم الخاص للتراث الثقافي للمدينة.

من جانبهم، أعرب مجموعة من تلاميذ المؤسسات التعليمية المشاركين في هذا البرنامج، في تصريحات مماثلة عن سعادتهم باكتشاف هذه المواقع التاريخية، والتعرف على مختلف فضاءاتها.

وأضافوا أن مثل هذه الزيارات تساهم في تنمية قدراتهم المعرفية، عبر تكوين أفكار متكاملة عن تاريخ مدينة الرباط.

وبدأ تنزيل برنامج “اكتشف تراث مدينتي” في المرحلة الأولى بمواءمة ملف المصادر التربوية للتراث العالمي للمعلمين الذي أصدرته اليونسكو لإنجاز العدة التربوية حول التراث الثقافي العالمي لمدينة الرباط وتجلياته المتعددة في علم الآثار والتخطيط الحضري والهندسة المعمارية والطبيعة، مع إدراج مفاهيم حول التراث الحديث والتراث العالمي.

ويدخل هذا النشاط في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع الذي يحتفي به المجلس العالمي للمعالم والمواقع (الإيكوموس) منذ سنة 1982 والذي ينظم سنة 2022 تحت شعار “التراث والمناخ”.
وتم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي المدينة الرباط نتيجة إدراج الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويتكون التراث العالمي لمدينة الرباط المصنف سنة 2012، من مساحة 348 هكتارا مما يشهد على القيمة العالمية الاستثنائية لهذه المدينة، فمظهرها الحالي بالفعل ناتج عن حوار فريد ومثمر يجمع تراثا مشتركا بين العديد من الثقافات العظيمة في تاريخ البشرية: الماضي العتيق، الإسلامي، الإسباني – المغاربي والأوروبي.

وتكمن مهمة المؤسسة في التربية والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، حتى يتمكن جميع فئات المجتمع من الاستفادة منه في الوقت الحالي ونقله كذلك إلى الأجيال القادمة.

وتعمل المؤسسة على توحيد وحشد مختلف الجهات الفاعلة المعنية وتحفيز جهود جميع المتدخلين لتثمين والمحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط وفق منهجية تشاركية تضم المؤسسات والمجتمع المدني والهيئات الدولية والخبراء وكل الفاعلين في هذا المجال. كما تسعى إلى تكريس ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية المادية واللامادية المرتبطة بالتراث الثقافي لمدينة الرباط.

المنشورات ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا مزيد من الأخبار.