بلفاع تودع قائدها الاستثنائي المحجوبي الصغير بعد مسار مهني متميز
في إطار الحركة الانتقالية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، ودعت جماعة بلفاع قائدها الاستثنائي، الدكتور المحجوبي الصغير، الذي تم نقله لشغل نفس المهام في منطقة أنفا. رحيل المحجوبي يمثل نهاية حقبة شهدت تطورًا ملحوظًا في قيادة بلفاع، حيث ترك بصمته كواحد من أبرز رجال السلطة الذين تمكنوا من تجسيد مفهوم السلطة الجديد.
الدكتور المحجوبي الصغير، المعروف بصرامته المقرونة بحس وطني عالٍ وجانب إنساني أصيل، نجح في إعادة هيبة السلطة إلى المنطقة دون اللجوء إلى الأساليب السلطوية التقليدية. بفضل خلفيته الأكاديمية، استطاع المحجوبي أن يجمع بين عمق المعرفة الإدارية والرؤية الاستراتيجية وبين العمل الميداني، ليصبح نموذجًا لرجل السلطة المثقف والميداني بامتياز.
لم يكن مسار المحجوبي في بلفاع سهلاً، فقد واجه تحديات عديدة تطلبت تدخلات حاسمة في مجالات متنوعة. كان له دور بارز في مكافحة الممنوعات والجريمة، حيث قاد مداهمات ناجحة لوكار المجرمين وتجار المخدرات. كما تصدى بفعالية للاعتداءات على ممتلكات الساكنة من قبل الرعاة الرحل، وأشرف على تنظيم أكبر سوق جهوي، خاصة خلال المناسبات كعيد الأضحى، بما يضمن انسيابية العمل وحماية مصالح الجميع.
إحدى أبرز إنجازاته كانت محاربة ظاهرة البناء غير القانوني وحفر الآبار العشوائية، حيث أظهر حزمًا شديدًا في تطبيق القانون، مما ساهم في الحفاظ على النظام والحد من الفوضى العمرانية. كما نسج علاقات قوية مع المجتمع المدني والنسيج الجمعوي، وعمل بتنسيق وثيق مع الجماعة الترابية والسلطات الأمنية لضمان أمن واستقرار المنطقة.
تعامل المحجوبي مع المواطنين بروح المسؤولية والاحترام، سواء داخل الإدارة أو خارجها، مما أكسبه احترام الجميع وثقتهم. بلفاع اليوم تودع رجلًا استثنائيًا، قدم الكثير للمنطقة وضحى بوقته وجهده لخدمة قضايا الساكنة والمرتفقين.
رحيل الدكتور المحجوبي الصغير إلى أنفا يترك فراغًا كبيرًا في بلفاع، لكن بصماته ستظل خالدة في ذاكرة الساكنة والمجتمع المحلي، كنموذج لرجل السلطة الذي نجح في الجمع بين الصرامة والحس الإنساني، وبين القيادة الحكيمة والعمل الميداني الدؤوب.
ما هو رد فعلك؟