النيابة العامة بإنزكان: خطوات رائدة في حماية النساء والأطفال ضحايا العنف

عُقد صباح يوم أمس الثلاثاء 31 دجنبر2024، اجتماع هام للجنة المحلية لخلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وذلك بقاعة المحكمة الابتدائية بإنزكان. يأتي هذا اللقاء ضمن إطار الاجتماعات الدورية التي تهدف إلى تعزيز حماية الفئات الهشة، مع استعراض الإنجازات المحققة خلال سنة 2024 واستشراف خطة العمل للعام المقبل 2025.

ويأتي هذا الاجتماع استجابةً لتوجيهات الدكتور هشام الحسني، وكيل الملك، الذي يعتبر التكفل بالأطفال، سواء كانوا في وضعية صعبة أو في نزاع أو تماس مع القانون أو ضحايا للجرائم، أولوية قصوى ضمن تنفيذ السياسة الجنائية التي تتقاطع مع السياسات العمومية للدولة. كما يعكس هذا الالتزام العناية البالغة التي توليها الدولة المغربية، بتوجيهات ملكية سامية، لقضايا الطفولة. فجلالة الملك محمد السادس نصره الله يحرص على النهوض بأوضاع الطفل وتنشئته تنشئة سليمة ليصبح فردًا فاعلًا ومفيدًا لوطنه ومجتمعه. ويأتي هذا التوجه متسقًا مع المكانة الدستورية والقانونية لقضايا الطفولة وطنياً ودولياً، ومع الالتزامات التي تتضمنها القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها المملكة.

خلال الاجتماع، تم تقديم عرض شامل لحصيلة عمل الخلية خلال سنة 2024، حيث أظهرت البيانات الإحصائية مستويات عالية من الإنجاز. فقد تم تسجيل 1465 شكاية عنف ضد النساء، أنجز منها 1340، بنسبة إنجاز بلغت 91.47%. كما بلغت نسبة الإنجاز في شكايات العنف ضد الأطفال 91.39%، وشكايات الرجوع إلى بيت الزوجية 97.50%. أما على مستوى المحاضر، فقد حققت قضايا العنف ضد النساء نسبة إنجاز 98.02%، بينما بلغت نسبة الإنجاز في قضايا العنف ضد القاصرين 97.27%.
ناقش الحضور خلال الاجتماع أبرز التحديات التي واجهتها الخلية في تنفيذ برامجها، وتم تقديم مقترحات لتحسين الأداء وضمان استدامة النتائج. كما تم تسليط الضوء على المادة 50 من التنظيم القضائي التي تقدم رؤى جديدة لدعم ضحايا العنف، لا سيما النساء والأطفال. وتم أيضًا عرض خطة عمل طموحة لعام 2025 تهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والمهني للفتيات ضحايا العنف الجنسي، وتوفير الرعاية البديلة للأطفال بما يتماشى مع القوانين الوطنية.
ركز النقاش كذلك على تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة لتحسين الخدمات المقدمة للضحايا، مع التركيز على التدابير الوقائية التي تسعى إلى حماية حقوق الأطفال وإدماجهم في المجتمع، بما يضمن لهم حياة كريمة.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المسطرة للسنة القادمة، مع تقديم توصيات عملية تهدف إلى ضمان حماية فعالة ومستدامة للنساء والأطفال ضحايا العنف. وأشاد الحضور بالجهود المبذولة داعين إلى تعزيز التعاون والتنسيق لضمان تحقيق رؤية مستقبلية أكثر إشراقًا لهذه الفئة الهامة.

A.Boutbaoucht