زيارة عامل إقليم اشتوكة آيت باها إلى جماعة أيت عميرة: دينامية جديدة لتنمية جماعة ذات خصوصيات فلاحية وديمغرافية

يوليو 14, 2025 - 12:31
 0
زيارة عامل إقليم اشتوكة آيت باها إلى جماعة أيت عميرة: دينامية جديدة لتنمية جماعة ذات خصوصيات فلاحية وديمغرافية

في إطار ديناميته الميدانية الهادفة إلى تشخيص واقع التنمية وتذليل العقبات التي تواجه الجماعات الترابية، قام عامل صاحب الجلالة على إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي،مؤخرا بزيارة رسمية إلى جماعة أيت عميرة، أحد أكبر المراكز الحضرية بالإقليم، رفقة وفد إداري وتقني وبتنسيق مع السلطات المحلية.

وقد حظي السيد العامل باستقبال رسمي من طرف رئيس المجلس الجماعي، علي البرهيشي، وأعضاء المجلس، في لحظة وُصفت بالهامة والرمزية، نظراً لما تمثله هذه الجماعة من ثقل سكاني وزراعي، حيث يتجاوز عدد سكانها وفق الإحصاءات الأخيرة 113 ألف نسمة، ما يجعلها من بين الجماعات ذات الأولوية التنموية القصوى بالإقليم.

إنصات، تحليل، وتفاعل مسؤول
اللقاء الذي جمع العامل بأعضاء المجلس الجماعي لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل تحوّل إلى ورشة حوار صريح، اتسم بجو من الانفتاح والإنصات والتفاعل الجاد. وقد أبان السيد العامل عن رزانة وعمق في مقاربة الوضع التنموي المحلي، مركزًا على ضرورة استشراف الحلول الواقعية وتجاوز منطق التبرير بإبداع تصورات بديلة، خصوصاً في ظل ضغط ديمغرافي متنامٍ، وإكراهات عمرانية وبيئية متعددة.

إكراهات واضحة، ومشاريع واعدة
عرض المجلس الجماعي شريطًا مصورًا قدّم من خلاله تشخيصًا دقيقًا لوضعية البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية، متبوعًا بعرض تقني لحصيلة المنجزات، شملت تقوية الشبكات الكهربائية والمائية، تحسين العرض الطرقي، إنشاء ملاعب القرب، ومرافق اجتماعية متنوعة.

لكن رغم هذا الزخم من المشاريع، تم التأكيد على أن الجماعة لا تزال تعاني من خصاص كبير، يعود بالأساس إلى استمرار موجات الهجرة الداخلية والخارجية، إلى جانب ضعف الإمكانيات المالية، وطبيعة العقار المعقدة، خصوصاً الأراضي السلالية والفلاحية التي تعرقل مشاريع التوسع والتأهيل الحضري.

أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تم التطرق إليها هو مشروع التطهير السائل، الذي رُصد له غلاف مالي يتجاوز 184 مليون درهم، إلى جانب برامج مهيكلة لتأهيل الأحياء وتعزيز قطاعات الماء والنظافة.

البيئة والتحدي المائي في صلب النقاش
اللقاء لم يغفل الجانب البيئي، حيث جرى التنبيه إلى التراجع المقلق للموارد المائية، ومشاكل تدبير النفايات، ما يهدد التوازن البيئي للمنطقة ويستدعي مقاربات مستدامة تراعي الاستهلاك العقلاني للموارد، وربط التوسع العمراني بضرورات الحفاظ على البيئة.

نحو قطب تنموي إقليمي
في ختام الاجتماع، شدد الحاضرون، وعلى رأسهم السيد العامل، على أن جماعة أيت عميرة، برغم التحديات البنيوية والمالية، تتوفر على مؤهلات استراتيجية تؤهلها لتصبح قطبًا تنمويًا متكاملًا، شريطة تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، وتبني رؤية شمولية تدمج البعد الاجتماعي بالاقتصادي، مع تقوية القدرات البشرية والمؤسساتية للمجلس الجماعي.

زيارة السيد العامل، بما حملته من دلالات، تُعدّ دفعة قوية نحو إرساء مسار تنموي متكامل لجماعة تعيش على إيقاع تحولات ديمغرافية وبيئية متسارعة، وتنتظر من الفاعلين العموميين استجابات نوعية توازي حجم التحديات والرهانات المطروحة.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow