تارودانت: بين الدمار والنهوض.. قصة نجاح في مواجهة الكوارث الطبيعية

 شهد إقليم تارودانت، شأنه شأن العديد من مناطق المغرب، تداعيات زلزال الحوز المدمر الذي ضرب البلاد في شهر شتنبر 2023. وقد تضافرت جهود السلطات المحلية والمركزية والمجتمع المدني لتقديم الدعم اللازم للمتضررين والعمل على إعادة الإعمار تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده،.

بعد حصر الأسر المتضررة من الزلزال على مستوى 57 جماعة و1604 دوار بإقليم تارودانت، وتقديم المساعدات المالية العاجلة لها، تم تكثيف الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية لتسريع عملية إعادة إعمار المنازل المتضررة. وشملت هذه الجهود توفير المستندات اللازمة لإعداد ملفات طلب رخص البناء وفقاً لدفتر التحملات الذي يضمن الالتزام بمعايير البناء الجيد والسلامة، مع مراعاة الطابع المعماري والتراثي للمنطقة. بالتزامن مع ذلك، تم العمل على إزالة أنقاض المنازل المدمرة وفتح الطرق المؤدية إلى الدواوير المعزولة.

وتتلخص حصيلة هذه العملية الى غاية 08/09/2024 فيما يلي: 
•    عدد المستفدين                                                                :14978 مستفيد
•    عدد الرخص المسلمة                                                        : 14246 رخصة
•    عدد المنازل المزالة الانقاض بها                                           :13430 منزلا 
•    عدد اوراش البناء المفتوحة                                                 :13260 ورشة 
•    عدد اوراش التي تم توطينها                                                :11160 ورشة 
•    عدد الاساسات المنجزة (الشطر الثاني)                                   :4093 اساس 
•    عدد المنازل المنتهية اشغال هيكلة البناية (الشطر الثالث)               :1455 منزلا 

ومن جهة أخرى، تعمل الجهات المعنية على إيجاد حلول مناسبة للمنازل الواقعة في مناطق غير آمنة معرضة لخطر السقوط الصخري، انجراف التربة، والفيضانات، والتي يقدر عددها بحوالي 776 منزلاً. كما سيتم تنفيذ مشروع لإعادة إسكان سكان دوار تدارت بجماعة تكوكة ودوار مضيت بجماعة تسراس، اللذين يعيشان في مناطق غير آمنة.

ولتسهيل عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة، تم تشكيل لجنة إقليمية تعقد اجتماعات دورية تضم جميع القطاعات الحكومية المعنية. تهدف هذه اللجنة إلى متابعة وتنسيق أعمال جميع الأطراف الفاعلة، بما في ذلك المهندسون والمكاتب الاستشارية وشركات الإنشاءات، والعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتحديد الاحتياجات وتحديد نوع التدخلات المطلوبة في الميدان.

 تدخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان 

كان تدخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان محورياً في تنفيذ برنامج استعجالي شامل بمبلغ 40 مليون درهم، يغطي عدة محاور أساسية تستهدف تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية للمواطنين.

1. برنامج التزويد بالماء الشروب
تم تنفيذ 10 مشاريع تزويد بالماء الصالح للشرب على مستوى 10 جماعات ترابية، بميزانية تصل إلى 10 ملايين درهم. استفاد من هذا البرنامج نحو 6673 شخصاً موزعين على 27 دوار، مما ساهم في تحسين الوصول إلى المياه النظيفة وتخفيف معاناة السكان.

2. برنامج بناء الطرق القروية
أنجزت الوكالة 15 كيلومترًا من الطرق القروية موزعة على 6 مسالك مختلفة، بميزانية تقدر بـ 23 مليون درهم. يهدف هذا البرنامج إلى فك العزلة عن 15 دوار، وتحسين الوصول إلى هذه المناطق النائية، مما يعزز التنمية المحلية ويسهل التنقل اليومي للسكان.

3. محور التعليم
بالتعاون مع المجلس الإقليمي لتارودانت، قامت الوكالة باقتناء وتوزيع 17 سيارة للنقل المدرسي لفائدة 17 جماعة ترابية في الإقليم، بميزانية تصل إلى 7 ملايين درهم. يهدف هذا المشروع إلى دعم التعليم من خلال توفير وسائل نقل آمنة لتلاميذ المناطق المتضررة، مما يساهم في تقليل نسبة الهدر المدرسي وتحسين ظروف التعليم.

المشاريع الموازية
بالإضافة إلى هذه المحاور، قدمت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان مجموعة من المشاريع الموازية التي تهدف إلى تحسين ظروف الحياة في المناطق المتضررة:

تجهيز 15 مشروعًا لضخ المياه الصالحة للشرب باستخدام الطاقة الشمسية في 9 جماعات ترابية، مما يعزز الاستدامة البيئية ويوفر حلاً فعالاً لتحديات توفير المياه.
تجهيز دور الطالب والطالبة بالشراكة مع الوكالة البلجيكية للتنمية، وتزويد هذه المؤسسات بالتجهيزات الضرورية، بالشراكة مع المجلس الإقليمي لتارودانت، بكلفة إجمالية تقدر بمليوني درهم.
تجسد هذه المشاريع جزءًا من جهود متكاملة تهدف إلى دعم السكان المتضررين من الزلزال، وتحسين ظروفهم المعيشية، والمساهمة في إعادة بناء المناطق المتضررة بما يضمن استدامة التنمية والرفاهية.