تارودانت تنهض من تحت الأنقاض: جهود إعادة البناء بعد زلزال شتنبر 2023

شهد إقليم تارودانت، الذي تعرض لكارثة زلزال قوية في الثامن من شتنبر 2023، مساعي دؤوبة لإعادة الإعمار والتأهيل. وقد انعقد يوم أمس الإثنين 9 شتنبر 2024، لقاء تواصلي بمقر العمالة بهدف تقييم التقدم المحرز في هذه الجهود وعرض آخر المستجدات المتعلقة بعملية إعادة البناء.

حصيلة مشرقة لعمل جماعي
خلال اللقاء، تم استعراض الأرقام التي تعكس حجم العمل الهائل الذي أنجز خلال فترة قصيرة. فقد تم إزالة الأنقاض عن أكثر من 13 ألف منزل، إضافة إلى منح رخص البناء لأكثر من 14 ألف منزل آخر. كما بدأت فعلياً أعمال البناء في آلاف المنازل، مما يعكس التزام السلطات المحلية والجهات المعنية بإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة.

دعم متعدد الأوجه للمتضررين
لم تقتصر جهود إعادة الإعمار على المنازل السكنية، بل شملت أيضاً تأهيل البنية التحتية ودعم الصناع والتجار المتضررين. خصصت ميزانيات ضخمة لإصلاح الطرق والجسور، إلى جانب تقديم قروض بفوائد مخفضة لتمكين الصناع والتجار من إعادة فتح محلاتهم وورشاتهم. هذه الخطوات ساهمت في تعزيز الاقتصاد المحلي والحد من آثار الزلزال على الأنشطة التجارية.

تحديات وتطلعات
على الرغم من الإنجازات الملحوظة، تظل هناك تحديات قائمة في عملية إعادة الإعمار، وأبرزها:

المناطق المعرضة للخطر: تواجد عدد من المنازل في مناطق معرضة للزلازل والانهيارات الأرضية، مما يستدعي إعادة توطين سكانها في مواقع آمنة.
الحفاظ على التراث المعماري: تتطلب عملية إعادة البناء مراعاة الطابع المعماري والتراثي للمنطقة، لضمان عدم فقدان الهوية الثقافية.
التمويل المستدام: يحتاج برنامج إعادة الإعمار إلى تمويل طويل الأمد لضمان استمرارية العمل وتحقيق الأهداف المنشودة.
التزام السلطات المحلية بدعم المتضررين
أكد الكاتب العام لعمالة إقليم تارودانت، خلال اللقاء، على التزام السلطات المحلية بمواصلة دعم المتضررين وتوفير كل الإمكانيات اللازمة للإسراع في إعادة الإعمار. كما شدد على أهمية التنسيق بين جميع الجهات المعنية لضمان نجاح هذه العملية.

مستقبل مشرق
رغم التحديات التي تواجه المنطقة، تبقى روح التعاون والتضامن بين السكان والسلطات المحلية مؤشراً على مستقبل واعد. بفضل الجهود المستمرة، ستستعيد الحياة طبيعتها في إقليم تارودانت، وستخرج المنطقة أقوى وأكثر صموداً في مواجهة الكوارث الطبيعية.