اجتماع بعمالة اشتوكة آيت باها يضع الرأسمال البشري في صلب النقاش التنموي

عرف مقر عمالة إقليم اشتوكة آيت باها، يوم الجمعة 22 غشت 2025، انعقاد اجتماع موسع خُصص لمناقشة رهانات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبين إلى جانب عدد من الفاعلين المؤسساتيين.

النقاش الذي طبع اللقاء انصبّ بالأساس على التحديات المرتبطة بتأهيل الرأسمال البشري، حيث شدّد المستشار البرلماني الحسين مخلص في مداخلته على أن مستقبل الإقليم مرتبط بمدى قدرته على تكوين موارده الشابة في مجالات تستجيب للتحولات التي يعرفها سوق الشغل. وأكد أن القطاعات الإنتاجية الكبرى، وعلى رأسها الفلاحة والصناعة والخدمات، تحتاج إلى كفاءات متخصصة تتجاوز التكوينات التقليدية، وهو ما يفرض الاستثمار أكثر في برامج التكوين المهني والتقني.

وفي سياق متصل، لفت مخلص الانتباه إلى الاختلالات التي ما زالت تعتري أنظمة الدعم الاجتماعي الموجه للأسر. وقال إن عدداً من الفئات غير المستحقة ما تزال تستفيد من هذه البرامج، بينما تحرم أسر تعيش أوضاعاً هشّة من المخصصات المالية التي كان يفترض أن تدعمها. ودعا في هذا الإطار إلى إرساء معايير شفافة ودقيقة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين، بما يساهم في تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة الترابية.

الاجتماع لم يقتصر على تشخيص الأعطاب، بل عرف توافقاً عاماً حول ضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم، مع التأكيد على إشراك مختلف المتدخلين، من سلطات محلية ومؤسسات منتخبة وفاعلين اقتصاديين ومدنيين، في بلورة برامج تنموية مندمجة تضع الشباب والأسرة في قلب السياسات العمومية.

وبحسب متتبعين، فإن الرسائل التي حملها هذا اللقاء تعكس توجهاً متزايداً نحو إعادة ترتيب الأولويات التنموية بإقليم اشتوكة آيت باها، في محاولة للاستجابة للتحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة سواء على المستوى الديمغرافي أو الاقتصادي.