اشتوكة آيت باها بين الإرث الثقيل وانتظارات الساكنة: مهام جسيمة أمام العامل الجديد

يمكن 21, 2025 - 16:47
 0
اشتوكة آيت باها بين الإرث الثقيل وانتظارات الساكنة: مهام جسيمة أمام العامل الجديد

في خطوة تهدف إلى تجديد النخب الإدارية وتعزيز دينامية التنمية الترابية، عيّن المجلس الوزاري المنعقد برئاسة جلالة الملك محمد السادس يوم 12 ماي الجاري، السيد محمد سالم الصبتي عاملاً جديداً على إقليم اشتوكة آيت باها، خلفاً للعامل السابق جمال خلوق الذي انتقل إلى إقليم برشيد. يأتي هذا التعيين في سياق يُحتم على العامل الجديد مواجهة جملة من التحديات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، في إقليم يتميز بخصوصيات جغرافية وديمغرافية معقدة.

من اليوسفية إلى اشتوكة آيت باها: انتقال محفوف بالتحديات

ينتقل الصبتي من إقليم اليوسفية إلى اشتوكة آيت باها، في حركة قد تبدو روتينية إدارياً، لكنها تضع العامل الجديد أمام واقع جديد تماماً. فالإقليم، الذي يُعد أحد أقطاب الفلاحة التصديرية في المغرب، يعاني من ضغوط تنموية متزايدة بسبب قربه من مدينة أكادير ومطار المسيرة الدولي، مما يجعله عرضة لتوسع عمراني سريع وتحديات بيئية واجتماعية متشابكة.

بورصة البواكر: إرث من الفشل يحتاج إلى محاسبة

من بين الملفات العالقة التي تنتظر الصبتي، ملف بورصة البواكر، التي تحولت إلى أطلال رغم ضخ أموال عمومية كبيرة فيها. كان من المفترض أن تكون هذه البورصة منصة لتسويق المنتوجات الفلاحية، لكنها أصبحت رمزاً لسوء التدبير وهدر المال العام، مما يستدعي فتح تحقيق شامل لمعرفة أسباب الإخفاق ومحاسبة المتورطين.

الصحة والتعليم: خدمات تحت ضغط متزايد

يواجه الإقليم أزمة حادة في القطاع الصحي، خاصة بعد مغادرة عدد من الأطباء لمستشفى المختار السوسي ببيوكرى دون تعويضهم، مما زاد من معاناة المرضى. أما في مجال التعليم، فإن جماعات مثل آيت اعميرة وواد الصفا وبلفاع تعاني من نقص حاد في البنية التحتية المدرسية، رغم الضغط الديمغرافي المتصاعد، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً لتحسين جودة الخدمات.

الرعي الجائر والنزاعات العقارية: قنابل موقوتة

تظل مشكلة الرعي الجائر من الملفات الشائكة، حيث تتكرر النزاعات بين السكان المحليين والرعاة الرحل، خاصة في المناطق الجبلية، مما يؤدي إلى تلف ممتلكات المواطنين، بما فيها أشجار الأركان والزيتون. كما أن النزاعات حول أراضي الجموع في مناطق مثل سيدي بيبي وآيت اعميرة تبقى غير محلولة، بسبب تعقيد الوضع القانوني ورفض السكان لتصنيف أراضيهم ضمن الأملاك الجماعية.

التعمير والنفايات: إشكالات بيئية وتخطيطية

يعاني الإقليم من غياب تصاميم التهيئة العمرانية الحديثة، مما يزيد من تعقيد الملف العقاري، حيث تتداخل أراضي الجموع مع الأوقاف والغابات. كما أن مشكل النفايات والمطارح العشوائية يزيد من الأعباء البيئية، مما يستدعي تسريع إنجاز مركز إقليمي لطمر النفايات ومعالجة الانبعاثات الضارة.

إرث إداري صلب وانتظارات كبيرة

ترك العامل السابق جمال خلوق إرثاً إدارياً قوياً، تمثل في تعزيز الرقابة على رخص البناء، ومحاربة الفساد الإداري، وعزل متورطين، وإطلاق مشاريع تنموية. العامل الجديد مطالب بالحفاظ على هذه المكتسبات، مع استكمال ملفات شائكة مثل محاسبة منتخبين متهمين بالفساد، وضمان استمرارية المشاريع الكبرى في مجالات التطهير السائل والماء الشروب.

الانفتاح على الإعلام والشفافية: مفتاح الثقة

إلى جانب الملفات التنموية، يُطالب العامل الجديد بتبني سياسة تواصلية منفتحة على الإعلام الجاد، بعيداً عن الانغلاق أو التعاطي مع صفحات التواصل الاجتماعي غير المهنية التي تروج لصورة وردية دون معالجة المشاكل الحقيقية. فالتفاعل مع الصحافة النقدية والاستماع لانشغالات المواطنين يُعد خطوة أساسية لتعزيز الشفافية وبناء الثقة بين الإدارة والساكنة.

مسؤولية جسيمة وأمل في تغيير إيجابي

يحمل محمد سالم الصبتي على عاتقه مسؤولية جسيمة في قيادة دفة التنمية بإقليم اشتوكة آيت باها، حيث تنتظره تحديات كبيرة تتطلب حزماً إدارياً، إشراكاً فعلياً للسكان، ورؤية استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. فالإقليم يمتلك مؤهلات اقتصادية وفلاحية واعدة، لكن نجاح العامل الجديد سيعتمد على قدرته على معالجة الإشكالات المزمنة ووضع المصلحة العامة في صلب الأولويات.

A.Boutbaoucht

 

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow