تارودانت تودع الحسين أمزال: العامل الذي حقق طفرة تنموية بإرادة صادقة وإرث لا يُنسى

أكتوبر 28, 2024 - 00:13
 0
تارودانت تودع الحسين أمزال: العامل الذي حقق طفرة تنموية بإرادة صادقة وإرث لا يُنسى

في مشهد مفعم بالاحترام والتقدير، ودّعت فعاليات مدنية وسياسية ورجال أعمال وسكان إقليم تارودانت العامل الحسين أمزال، بعد أن أحيل على التقاعد عقب سنواتٍ قضاها في خدمة الصالح العام. عمل خلالها بحماس وتفانٍ، تاركاً بصمة واضحة في مسار تنمية الإقليم ورفع شأنه بين الأقاليم الصاعدة في المغرب.

قيادة حكيمة وتأثير بارز على المجتمع
على مدى أكثر من ثماني سنوات، أبدى الحسين أمزال صفات قيادية نادرة تجسدت في التفاني والحنكة، حيث وُصف بالرجل الهادئ والحكيم والمتفاعل. وقد كانت خصاله الحميدة وتواصله الدائم مع المجتمع المحلي إحدى العوامل التي جعلته قريباً من الجميع، حيث تعامل مع مختلف القضايا بحرص ومسؤولية، ما عزّز الروابط بينه وبين المواطنين والمسؤولين. هذا القرب الإنساني والاحترافي أكسبه حب واحترام الجميع، وشكّل مثالاً يحتذى به في الإدارة الترابية الحديثة.

إنجازات تنموية في البنية التحتية والصحة والتعليم
شهد إقليم تارودانت تطورات هامة في عهد الحسين أمزال، خصوصاً في مجالات الصحة والبنية التحتية والتعليم. وقد قاد جهوداً ملموسة لتطوير ملاعب القرب وتوفير سيارات الإسعاف للجماعات القروية، مما ساهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية. أما في قطاع التعليم، فقد عمل على محاربة الهدر المدرسي من خلال مبادرات تستهدف تحسين فرص التعليم في المناطق الجبلية، مما يعكس رؤيته لدور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة.

كذلك، كانت مشاريع فك العزلة عن المناطق القروية من أبرز أولوياته، حيث ساهم في بناء طرق جديدة وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الزلازل عبر دراسات تقنية وتقييمات محلية، مما رسّخ ثقته كمسؤول محنك معتمد من السلطات العليا.

تحقيق التنمية الاقتصادية عبر الأقطاب والمبادرات المجتمعية
في إطار جهوده لتعزيز التنمية المستدامة وتشجيع التعاون المجتمعي، أعاد الحسين أمزال إحياء عملية "تويزي" في إقليم تارودانت. وتُعد تويزي مبادرة تقليدية قائمة على مبدأ التضامن والتعاون بين  المناطق القروية، وهي إرثٌ ثقافي متجذر في المجتمع المغربي. نجح أمزال في تحويلها إلى سياسة عملية تساهم بشكل ملموس في تنمية وتطوير المنطقة.

تويزي: تجسيد للعمل الجماعي لخدمة التنمية
أشرف الحسين أمزال على عدة مشاريع من خلال عملية "تويزي"، حيث تم تسخير هذا النهج التقليدي في ترميم البنية التحتية المحلية، مثل إصلاح الطرق وبناء القناطر، مما ساهم في فك العزلة عن المناطق النائية وربطها بالمراكز الحيوية. كما شملت المبادرات إعادة تأهيل المدارس، وتجميل الأحياء، وحماية البيئة عبر حملات التشجير والنظافة.

وكانت عملية تويزي فعالة في تعزيز جهود التنمية الزراعية، من خلال تجهيز السدود الصغيرة والحواجز المائية، التي تساعد على تجميع مياه الأمطار واستخدامها في الري الزراعي، مما يُحسن من القدرة الإنتاجية ويعزز الأمن الغذائي في المنطقة.

تويزي في العمل الصحي: تعاون من أجل حياة أفضل
توسعت مبادرات تويزي لتشمل المجال الصحي، حيث تعاونت الساكنة لدعم المستوصفات المحلية وتسهيل نقل المرضى في المناطق النائية. وقد أظهرت هذه الجهود الدور الحيوي لعملية تويزي في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة تحديات الرعاية الصحية في المناطق البعيدة. وساهمت تويزي أيضاً في تنظيم حملات توعية صحية وفحوصات طبية مجانية، مما ساعد في تحسين مستوى الرعاية الصحية المحلية.

انعكاس تويزي على تعزيز روح الانتماء والتلاحم الاجتماعي
لم تقتصر تأثيرات "تويزي" على الجانب التنموي فقط، بل عززت روح الانتماء والالتزام الاجتماعي بين سكان الإقليم، حيث شجعت التواصل بين الأجيال وجذبت الشباب إلى العمل المجتمعي. تحولت تويزي إلى إطارٍ عملي يعكس التضامن الفعلي ويساعد في بناء مجتمع يعتمد على طاقاته الذاتية.

شهادات الاعتراف والإشادة من المجتمع المحلي
أكد السيد محمد سويف، رئيس المجلس الترابي لجماعة زاوية سيدي الطاهر، أن الحسين أمزال قد "ترك بصمته في كل جوانب الحياة بتارودانت، سواءً في الصحة، التعليم، أو الاقتصاد." وأضاف أن هذه الجهود ساهمت في تحسين مستوى المعيشة في المنطقة وتوفير خدمات أساسية تتماشى مع تطلعات السكان، وشدّد على أن رحيله عن الإقليم لن يمحو الأثر الذي تركه، بل سيظل اسمه مرتبطاً بتطور المدينة وذاكرتها.

توافقت شهادات الساكنة على أن الحسين أمزال كان مسؤولاً يتحلى بروح المسؤولية، ويولي احتراماً وتقديراً للجميع، مما جعله يحظى بثقة ومحبة الساكنة. جديته والتزامه بالقيم الأخلاقية جعلاه نموذجاً يُحتذى به في الإدارة الترابية، حيث كرّس نفسه لخدمة تارودانت بإخلاص وأمانة.

إرثٌ يستمر في ذاكرة تارودانت
برحيله عن تارودانت، ترك الحسين أمزال إرثاً من التطور والتميز. التقدير الشعبي الذي حظي به يعكس عمق تأثيره الإيجابي على حياة السكان واهتمامه برفاهيتهم. إرثه سيبقى حاضراً، ودوره سيظل نموذجاً ملهماً لكل من يأتي من بعده، ويذكرنا دوماً بأن خدمة الوطن تتطلب التفاني والعمل الصادق.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow