عامل إقليم اشتوكة آيت باها الجديد يرسم ملامح مرحلة جديدة: انضباط إداري، طموح تنموي، وأولوية الماء الشروب

في أول ظهور رسمي له، وخلال ترؤسه أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها، بعث العامل الجديد، محمد سالم الصبتي، رسائل واضحة وصارمة، معلنًا بداية مرحلة جديدة من الحكامة الجيدة والعمل الميداني الجاد. وقد شكلت هذه الدورة مناسبة لرسم ملامح توجهه العام في تدبير الشأن الإقليمي، من خلال ثلاث ركائز أساسية: الانضباط الإداري، الطموح التنموي، وتدبير الموارد المائية.
الانضباط أولًا: لا مكان لغياب المسؤولين
وجه العامل الصبتي رسائل مباشرة للمصالح الخارجية، مؤكدا على ضرورة الحضور الفعلي والشخصي للمسؤولين المعنيين خلال دورات المجلس، بدل الاكتفاء بتمثيلية شكلية أو الغياب التام. واعتبر أن غياب الفاعلين الأساسيين عن هذه الاجتماعات يمس بجوهر النقاش العمومي، ويؤثر سلبًا على دينامية اتخاذ القرار. هذا التوجه يعكس إرادة قوية لإرساء قواعد جديدة للمساءلة والتفاعل المؤسساتي الجاد، والقطع مع مظاهر التراخي الإداري التي طالما أضعفت مردودية العمل المحلي.
طموح تنموي يعكس موقع الإقليم الاستراتيجي
لم يكتف العامل الجديد بتصحيح المسارات الإدارية، بل بادر إلى بسط رؤية تنموية طموحة، تستحضر موقع الإقليم الريادي في قلب المنظومة الاقتصادية لجهة سوس ماسة، خاصة في المجال الفلاحي. ودعا في هذا السياق إلى تعبئة كل الموارد والإمكانات المتاحة من أجل تعزيز الحضور الجهوي للإقليم، ودفعه نحو تبني مشاريع تنموية كبرى تستجيب لتطلعات الساكنة، وتفتح آفاقًا أوسع لجذب الاستثمار وتحقيق العدالة المجالية. وهي دعوة صريحة للخروج من التدبير الروتيني نحو مخططات استراتيجية ذات بُعد مستقبلي.
الماء الشروب: ملف لا يقبل التأجيل
شكل ملف الماء الشروب محورًا أساسيًا في مداخلة العامل، الذي نوّه بالمجهودات المبذولة ضمن المخطط الإقليمي المتكامل لتأمين هذه المادة الحيوية. كما شدد على ضرورة مواصلة العمل بنفس الجدية والسرعة من أجل استكمال المشاريع المبرمجة، وضمان تزويد مختلف الجماعات بالماء الصالح للشرب بشكل منتظم وآمن. وثمن بالمناسبة تظافر الجهود بين السلطات الإقليمية ومجلس جهة سوس ماسة وباقي الشركاء، مؤكدًا أن هذه التعبئة الجماعية ستظل ضرورية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المرتبطة بندرة المياه.
مخرجات الدورة: شراكات من أجل التنمية
إلى جانب مداخلة العامل، شهدت الدورة العادية للمجلس الإقليمي المصادقة على عدد من اتفاقيات الشراكة التي تهم تأهيل البنيات التحتية، خاصة في مجالي الطرق والماء، بالإضافة إلى دعم القطاعات الاجتماعية ذات الأولوية، وفي مقدمتها النقل المدرسي لفائدة تلاميذ العالم القروي. وتعكس هذه الاتفاقيات التوجه نحو معالجة الإشكالات التنموية وفق منطق التعاقد والتكامل بين مختلف المتدخلين.
بهذا الظهور الرسمي الأول، يؤسس محمد سالم الصبتي لعهد إداري جديد في إقليم اشتوكة آيت باها، قائم على الصرامة، الفعالية، والرؤية التنموية الواضحة، في انتظار ترجمة هذه التوجهات إلى خطوات عملية ونتائج ملموسة على أرض الواقع.
A Bout.
ما هو رد فعلك؟






