"خريطة طريق واضحة".. رؤية عامل اشتوكة آيت باها تُلهم مستقبل الفلاحة بسوس ماسة.

 شهدت ولاية جهة سوس ماسة، زوال اليوم، لحظة مفصلية في مسار النهوض بالقطاع الفلاحي، حيث انعقد المجلس الإداري للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي. ترأس هذا اللقاء الهام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ليجمع حول طاولة واحدة نخبة من المسؤولين البارزين، يتقدمهم والي الجهة ورئيس مجلسها، إلى جانب ثلة من الفاعلين والمسؤولين الجهويين والمركزيين.

لقد شكّل هذا الاجتماع مناسبة استراتيجية لتعميق تشخيص الوضعية الراهنة للفلاحة بالجهة، واستشراف آفاقها التنموية في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتسارعة التي تفرض واقعاً جديداً. وفي هذا السياق الدقيق، كانت الكلمة الفصل لعامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، الذي قدّم مداخلة لافتة لفتت انتباه الحاضرين وأثنت عليها مختلف المداخلات، مؤكدة على بعد نظرها وواقعيتها.

لم يكن العرض الذي قدمه العامل مجرد سرد تقليدي للوقائع أو إحصائيات جافة، بل كان بمثابة خريطة طريق واضحة المعالم للنهوض بالفلاحة. انطلقت رؤيته من إبراز الموقع الريادي والاستراتيجي لإقليم اشتوكة آيت باها، الذي وصفه بـ"القلب النابض للفلاحة الجهوية والوطنية". وأرجع هذا التميز إلى المؤهلات الطبيعية الفريدة التي يزخر بها الإقليم، وموارده البشرية الكفأة، بالإضافة إلى تراكمات عقود طويلة من التجربة والابتكار في الميدان الفلاحي، مما جعله نموذجاً يحتذى به في الإنتاج الزراعي.

غير أن المسؤول الترابي لم يُغفل الجانب المقلق من المعادلة، إذ تطرّق بعمق ومسؤولية إلى أبرز الإكراهات الحقيقية التي يواجهها الفلاحون بالإقليم. وضع السيد الصبتي ندرة الموارد المائية على رأس هذه التحديات، مستعرضاً بوضوح تبعات التغير المناخي المتزايدة، وشدد على الضرورة القصوى للتحول نحو أنماط إنتاج أكثر نجاعة واستدامة، لمواجهة هذه المتغيرات وضمان مستقبل القطاع.

وختاماً لمداخلته المؤثرة، دعا العامل إلى تعزيز التقائية البرامج بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين، مؤكداً على أهمية اعتماد حلول مبتكرة وجريئة تضمن صمود الفلاحة أمام التحديات المتجددة. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الدور الحيوي لهذا القطاع ليس فقط في تحقيق التنمية الاقتصادية، بل في تنمية العالم القروي وضمان الأمن الغذائي للمواطنين، مما يعكس رؤية شاملة ومتكاملة لدوره.

لقد حظيت مداخلة السيد عامل إقليم اشتوكة آيت باها بتقدير واسع داخل قاعة الاجتماع، حيث اعتُبرت من قِبل الحضور بمثابة وثيقة مرجعية أساسية للتفكير الجماعي في مستقبل الفلاحة بالجهة. فما اتسمت به من عمق في التشخيص، وواقعية في الطرح، ووضوح في الرؤية الاستراتيجية، جعلها تشكل نقطة تحول في النقاش، وتضيء الطريق نحو فلاحَة أكثر ازدهاراً واستدامة في سوس ماسة.

A.Bout