شتوكة آيت باها: كلمة عامل الإقليم ترسم معالم خارطة طريق جديدة لتنمية الجماعات الترابية
في خطوة وُصفت بالمفصلية ضمن المسار التنموي لإقليم شتوكة آيت باها، شكّلت كلمة السيد محمد سالم الصبتي، عامل الإقليم، خلال لقاء تواصلي جمعه برؤساء ومنتخبي الجماعات الترابية، محطة قوية لتشخيص واقع الحال وطرح أولويات المرحلة المقبلة، في إطار مقاربة تشاركية تُعلي من شأن القرب من المواطن والاستماع لانشغالاته.
وقد سلّط عامل الإقليم، في مداخلته، الضوء على أبرز القضايا التي تُثقل كاهل الساكنة المحلية، وعلى رأسها أزمة الماء الصالح للشرب التي باتت تؤرق عددًا من الدواوير والمراكز الحضرية، داعيًا إلى بلورة حلول مستدامة تضمن الحق في الولوج إلى هذه المادة الحيوية في ظل التغيرات المناخية وشح الموارد المائية.
ولم تغب مشاكل البنيات التحتية عن مداخلة الصبتي، حيث أشار إلى ضعف التجهيزات الأساسية داخل العديد من الأحياء، وما يترتب عن ذلك من تداعيات سلبية على جودة عيش المواطنين، مؤكدًا أن تحسين الطرق والإنارة والمرافق العمومية يظل من أولويات المرحلة المقبلة.
وفي ملف البناء، تطرق العامل إلى ضرورة تنظيم المجال العمراني، والحد من البناء العشوائي، عبر تأهيل تصاميم التهيئة الحضرية وتبسيط المساطر الإدارية بما يضمن الشفافية ويحفز الاستثمار العقاري المحلي.
كما حظيت القطاعات الاجتماعية باهتمام بالغ، إذ نبه الصبتي إلى الخصاص المسجل في قطاع الصحة، خاصة في العالم القروي، ووجّه دعوة إلى تعزيز العرض الصحي وتوسيع شبكة المراكز الطبية. أما في مجال التشغيل، فشدد على أهمية دعم المبادرات الشبابية وتشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بما يعزز فرص الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لفئة الشباب.
وقد لقيت كلمة العامل تفاعلًا إيجابيًا من طرف رؤساء الجماعات الترابية، الذين اعتبروها بمثابة خارطة طريق واضحة للسنوات القادمة، تسهّل عملية برمجة المشاريع وتحديد الأولويات وفق مقاربة واقعية تستجيب للحاجيات الفعلية للساكنة.
وأكد المتدخلون على أهمية التنسيق وتظافر الجهود بين مختلف المتدخلين من سلطات إقليمية، وجماعات محلية، ومجتمع مدني، من أجل تنزيل هذه التوجيهات على أرض الواقع، وتحويلها إلى مشاريع ملموسة تُعزز جاذبية الجماعات وتُحسن من مستوى الخدمات العمومية بها.
وفي ختام اللقاء، جدد عامل الإقليم التزام السلطات الإقليمية بمواكبة الجماعات في تنفيذ برامجها التنموية، مشددًا على أن النجاعة والالتقائية والتخطيط المحكم تبقى مفاتيح النجاح في بناء إقليم مندمج ومتوازن يُحقق تطلعات المواطنين ويكرس العدالة المجالية بين مختلف مكوناته.
ما هو رد فعلك؟
