مهرجان "إكودار" يعود في دورته السابعة: الثقافة والتمكين في قلب جبال إداوكنيضيف

تستعد جماعة إداوكنيضيف بإقليم اشتوكة آيت باها لاحتضان الدورة السابعة من مهرجان "إكودار"، الذي سينظم ما بين 20 و26 يوليوز 2025، في تظاهرة ثقافية وتنموية استثنائية تمزج بين الذاكرة والحداثة، وتستحضر روح التضامن المجتمعي التي تمثلها "المخازن الجماعية الأمازيغية" الشهيرة بالمنطقة.

"ثقافة نابضة".. من الشعار إلى التنزيل

تنظم هذه الدورة تحت شعار "ثقافة نابضة"، تعبيراً عن رغبة المنظمين في تجاوز البُعد الاحتفالي للمهرجان، وتحويله إلى منصة فعلية للتنمية المحلية، من خلال برامج ثقافية واقتصادية وفنية تمتد إلى جميع الفئات العمرية.

وقد كشفت اللجنة المنظمة، خلال ندوة صحفية احتضنها مركز إداوكنيظيف، عن برنامج غني يتضمن معرضاً للمنتجات المحلية والصناعة التقليدية، دوري في كرة القدم، ورشات فنية وترفيهية للأطفال، مسابقات في تجويد القرآن الكريم، فضلاً عن ندوة محورية حول موضوع “العالم القروي والرقمنة: نحو اقتصاد محلي جديد”، تسعى لطرح سبل إدماج المناطق الجبلية في الاقتصاد الرقمي.

نساء وتعاونيات.. نحو تمكين اقتصادي فعلي

واحدة من محطات الدورة السابعة، دورة تكوينية موجهة لفائدة نساء التعاونيات، في خطوة تعكس حرص المنظمين على تعزيز مشاركة المرأة القروية في الاقتصاد المحلي ودعم التمكين الذاتي، انسجامًا مع الرؤية المجالية التنموية للمهرجان.

بُعد إنساني وتمويل تضامني

وفي كلمة مؤثرة خلال الندوة الصحفية، كشف النائب البرلماني الحاج أحمد بومكوك عن تخصيص عائدات رمزية من أماكن الجلوس لفائدة الجمعيات الخيرية المحلية، مؤكداً على أهمية خلق مناخ مريح للزوار والسكان على حد سواء، ومنوهاً بالجهود الجماعية التي جعلت من إداوكنيظيف نموذجًا يحتذى به داخل إقليم اشتوكة بفضل قوته التمثيلية والسياسية والتنظيمية.

اعتراف بالكفاءة المحلية

وتميّزت هذه الدورة كذلك بتعيين رشيد بنعضو، ابن المنطقة، مديرًا فنيًا للمهرجان، وهو ما اعتبره أبناء الجماعة خطوة تعكس وفاء إداوكنيضيف لطاقاتها الشبابية، واستمرارية لمسيرة الفنان الراحل الرايس صالح الباشا الذي ترك بصمة راسخة في المشهد الثقافي الأمازيغي.

المهرجان.. نافذة نحو المستقبل

من جهته، أكد المستشار البرلماني ورئيس الجماعة مولاي مسعود أكناو أن مهرجان "إكودار" أصبح موعدًا سنويًا لترسيخ دينامية جماعة إداوكنيضيف، مشيرًا إلى أن نجاحه يعود إلى تضافر الجهود بين المنتخبين والمجتمع المدني، وحرص الجميع على جعل المهرجان رافعة للتنمية ومجالا لترسيخ الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء.

يُراهن مهرجان "إكودار" هذه السنة على تقديم دورة متميزة، تحتفي بالثقافة وتراهن على المعرفة، وتمنح للمجال القروي منصةً للنقاش والتنمية. دورة لن تكتفي بالاحتفال، بل تسعى إلى كتابة مستقبل جديد من جبال إداوكنيضيف... إلى أفق التنمية الشاملة.