مقال رأي:الكتاب الأخضر لأمازيغ المغرب!

أبريل 13, 2024 - 12:36
 0
مقال رأي:الكتاب الأخضر لأمازيغ المغرب!

على غرار "النظرية العالمية الثالثة" والكتاب الأخضر لرئيس ليبيا السابق معمر القذافي التي جعلته مدعاة للسخرية يتراشق كثيرون بمفاهيم ومصطلحات ومسميات ومطالب في مواقع التواصل الإجتماعي في محاولة منهم لتحوير الخطاب الأمازيغي أو سعيا للظهور بمظهر المجددين والمنظرين أو غير ذلك فمن الدولة الأمازيغية إلى تمغربيت مرورا بالموريين إلى الحزب الأمازيغي إلى الحركة الوطنية الأمازيغية إلى تمغربيت إلى الدولة الأمازيغية ويتجاهل كل هؤلاء أمور بسيطة جدا وواضحة تتمثل قيما يلي:

ـ كون الخطاب الأمازيغي لا مرجعية له غير المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والشعوب وبالتالي فالنضال الأمازيغي هدفه الوصول لدولة الحريات والديمقراطية التي تساوي بين كل مواطناتها ومواطنيها وتقر كافة حقوقهم اللغويةـالثقافية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية وسبيل الحركة الأمازيغية نحو هذه الدولة هو النضال السلمي بطرق حضارية وفق منهج التغيير الإيجابي التدريجي.

ـ الحركة الأمازيغية هي حركة من العالم الثالث وبالتالي فنحن لا ننتج ولا نخترع لا آليات اشتغال ولا نماذج تنظيمية ولا نظريات اقتصادية أو سياسية أو غيرها كما هو شأن كل بلدان العالم الثالث إنما نستهلك فقط ما أنتجه العالم المتحضر في هذا المجال وقلما نستطيع أن نضفي على أي شئ طابعا محليا لكننا لا نغير جوهره وبالتالي فالتنظيم الأمازيغي إما يكون يساريا أو يمينيا إسلاميا أو إداريا أو غير ذلك من التصنيفات المعتادة والمعروفة في المغرب للأحزاب والكيانات السياسية ولم ولا نأتي بأي جديد من عندنا سوى الموارد البشرية التي ستكون من نشطاء الحركة الأمازيغية المؤمنين بالحريات الجماعية والفردية المتشبعين بالقيم الكونية وبمبادئ الديمقرطية وبثقافة حقوق الإنسان الواعين بالتعدد اللغوي والثقافي الموجود في البلاد.

ـ من الأمور المثيرة للعجب أن هناك نقاشات تروج حول الحزب الأمازيغي وهي من أطراف متعددة ولكن لم أسمع أحدا تساءل هل الحزب الأمازيغي الذي يراج أنه تأسس أو سيتم تأسيسه حزب إداري أم يساري أم ليبيرالي أم إسلامي نحن غارقون في الحديث عن الهوية والإنتماء الثقافي وعن القرون الماضية المنسية ولكننا لا نتساءل عن الهوية السياسية لتنظيم سياسي نناقش تأسيسه وذلك أمر غاية في الخطورة على الحاضر والمستقبل فقد نخلق تنظيما يفترسنا ويفترس الأمازيغ بإسم الأمازيغ ولكن لحسن حظنا نحن فاشلون تنظيميا وهذا الفشل في هذه الحالة يسجل كإنجاز.

ـ أي تنظيم لا يكفي أن يقال أنه أمازيغي حتى نتوقف عن البحث في التفاصيل إنما يجب أن نطلع على أدبياته المكتوبة ونكون ملمين بمسارات أعضائه فمؤخرا في سنة 2018 مثلا ظهر في الحركة الأمازيغية أشخاص لم تكن لهم علاقة بها نهائيا ويتحدثون عن تأسيس حزب أمازيغي بعد أن استعملوا نفس الإسم لمبادرة أخرى والأدهى أن هؤلاء لا علاقة لكلامهم بمرجعية الحركة الأمازيغية ولا بخطابها ولا بأي مرجعية أو خطاب حتى أنهم أحيانا ينشرون ما يعتبرونه بيانات عبارة عن ترهات بيد أن لا أحد خرج لكي يقول الحقيقة ويوضح الأمور للأجيال الجديدة في الحركة الأمازيغية سولء فيما يتعلق بتلك الترهات أو غيرها.

ـ إن الأهم علاقة بالخطاب والتنظيم الأمازيغيين هو أن يتحكم الإنسان جيدا في لسانه ويحرص على أن لا يطول لسانه أكثر من دراعه أي أكثر من قدراته وأن لا نترك مناطق رمادية في الخطاب الأمازيغي أبعد من دولة ديمقراطية تقر الحريات والحقوق.

ـ يجب أن يتحدث الصامتون من المناضلات والمناضلين ويعبر عن آرائهم وانتقاداتهم بكل احترام لكي تتوقف هذه المهزلة وهذا التمييع والتعويم والتسطيح للخطاب الأمازيغي مهزلة يسوق فيها البعض لجمل أو كلمات غير مفهومة حتى من قبله ولن يستطيع شرح تفاصليها أو حمولتها لأنها فارغة أساس ولكونه أصلا لم يفكر في أي تفاصيل.

ختاما في السياق ذاته نظل متفائلين بمستقبل الحركة الأمازيغية التي تزخر بمناضلات ومناضلين في المستوى وبإمكانها أن تكون رقما مؤثرا في المعادلة السياسية بالبلاد لكن شريطة الأخذ بمنطق وقواعد العمل التنظيمي المدني والسياسي كما يجري العمل بها في كل دول العالم خاصة بالبلدان الديمقراطية والإستفادة من التجارب التنظيمية الناجحة في تلك البلدان وفي المغرب وبشمال افريقيا.


سعيد الفرواح

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow